شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
علم التنجيم من علم السحر
يقول:
هـذا ومـن أنواعـه وشـعبه | علـم النجوم فـادر هـذا وانتبـه |
التنجيم يعرفونه بأنه: الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية. يقول المنجم: إذا طلع النجم الفلاني حصل مطر أو حصل قحط، من أين له ذلك؟ من الشياطين؛ فلذلك ورد في التنجيم أن المنجم ساحر والساحر كافر، في الحديث المشهور في الثلاثة الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم عد منهم: ومصدق بالسحر أي: عامل له ومصدق للسحرة، وأمثلة السحرة والسحر كثيرة؛ ففي الحديث المشهور الذي في مسند الإمام أحمد اسم> أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت متن_ح> رسم> .
من الجبت: أي من السحر، قال عوف اسم> العيافة: زجر الطير، والطرق: الخط يخط بالأرض، والجبت- قال الحسن اسم> - إنه الشيطان. الجبت هو الشيطان؛ يعني: أنها كلها من عمل الشيطان. وكذلك أيضًا من جملتها: النفث في العقد؛ قال الله تعالى: رسم> وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ قرآن> رسم> الساحر والساحرة يعمل سحره في عقد؛ وذلك لأنه إذا لابسه الشيطان، فإن نفسه تتكيف بتلك الصورة الخبيثة وبتلك الروح الخبيثة، فإذا تكيفت تلك النفس بذلك الأثر الخبيث أخذ خيطا ثم جعل يتفل فيه من روحه تلك الخبيثة، ثم يعقد عقدة ويقول: تضر فلانا أو تؤثر على فلان، ثم ينفث عقدة ثانية ثم يعقدها ثم يقول: تؤثر فيه بكذا وكذا إلى أن يعقد هذه العقد.
وقد يجمع بأمر الشيطان أشياء من جملة ما يعمله؛ كأن يأخذ مثلا من ذلك المسحور شيئا من شعره أو شيئا من ثيابه، ويجعل عليه أيضا شيئا من كِسر حديد، ويضم بعضها إلى بعض ويقول فيها كلامه الخبيث؛ فلذلك قال في الحديث: رسم> من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك متن_ح> رسم> هكذا جاء في الحديث، فجعل العَقد؛ النفث في العُقد من السحرة من السحر.
مسألة>